الفهرس

معركة صعبة وطويلة

معركة صعبة وطويلة

إنَّ حزب الله يعتبر نفسه في مهمَّة مكافحة الفساد أمام مهمة جهادية ووطنية، لا تقل قداسة عن مقاومة الاحتلال والمشروع الصهيوني بالمنطقة، وفي هذه المهمَّة وجدنا أنفسنا أمام واجب الحفاظ على لبنان الذي قدمنا من أجله أغلى شباب وأبناء وقادة، لنحافظ على عزة وكرامة وسيادة وبقاء هذا الوطن وهذه الدولة، ولذلك لا يمكن أن يقف حزب الله متفرجًا، ويترك بلدنا يسير باتجاه الانهيار.

 

 نحن نعرف أنَّ معركة مكافحة الفساد صعبة وطويلة وتحتاج إلى الوقت والصبر والصمود ومواصلة العمل، وأقول للجميع اللغة والمنطق نفسهما في كل المواجهات السابقة، لا تراهنوا على تعبنا فنحن لم نتعب من مقاومة الاحتلال، لأنَّ المقاومة في ريعان شبابها، وكما هوجمنا خلال مقاومة الاحتلال نواجه اليوم محاولة التيئيس والتشكيك والاتهام في معركة مكافحة الفساد، بالإضافة إلى تحويل المعركة إلى معركة طائفية وسياسية، والمراهنة على تعبنا والخوف من التداعيات، فهذه معركة الواجب، ومعركة بقاء الدولة والوطن، وإنقاذه من أيدي الفاسدين واللصوص.

في مشروع مكافحة الفساد لا نبحث عن عمل أو شعبية، لأنَّه لو أردنا تحقيق أي هدف سياسي، لما طالبنا بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإنَّما أردنا من مكافحة الفساد وقف الهدر المالي والحفاظ على مؤسسات الدولة، وفي مشروعنا لمكافحة الفساد لا نسعى إلى المنافسة أو المزايدة مع أحد، فكل من يتقدَّم للعمل في  هذه المعركة نحن معه، ولذلك نحن نقبل بكل من يحمل راية معركة مكافحة الفساد قائدًا، وحاضرون أن نكون عنده جنودًا، وكمثال على ذلك عندما أعدَّت كتلة الوفاء للمقاومة مجموعة من اقتراحات القوانين لتقديمها إلى المجلس، وصادف أن كتلًا نيابية أخرى أعدت اقتراحات مشابهة وأعلنت عنها، قرَّرت الكتلة أن تمتنع عن تقديم اقتراحاتها كي لا يبدو الأمر منافسة، نحن لسنا مصرين على أن نبقى في الخط الأمامي، وكل من يتقدم في هذه المعركة يخفف العمل عنا.

نحن نسعى إلى تحقيق الهدف وليس المهم الحصول على مكاسب سياسية وإعلامية، لأنَّ ما يهمنا وقف الهدر والفساد، وأن يعود المال المنهوب من الدولة إلى الدولة،

أردنا أن تكون معركة مكافحة الفساد وطنية وليست معركة حزب أو جماعة، نريدها معركة كل اللبنانيين وأن يشارك الجميع كل من موقعه.

 

الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله

من خطاب في ذكرى  تأسيس هيئة دعم المقاومة
 8/3/2019